![]() |
بين أبو حنيفة و المنصور |
بين أبو حنيفة و المنصور
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ (80-150هـ / 699-767م) فقيه وعالم مسلم، وأول الأئمة الأربعة عند
أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي. اشتهر بعلمه الغزير وأخلاقه الحسنة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: «من أراد أن يتبحَّر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة».
ويُعد أبو حنيفة من التابعين، فقد لقي عدداً من الصحابة منهم أنس بن مالك، وكان معروفاً بالورع وكثرة العبادة والوقار والإخلاص وقوة الشخصية. كان أبو حنيفة يعتمد في فقهه على ستة مصادر هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعُرف والعادة.
انتفض أهل الموصل على أبي جعفر المنصور ء وقد اشترط المنصور عليهم أنهم إذا انتقضوا تحل دماؤهم له ، فجمع المنصور الفقهاء وفيهم الإمام أبو حنيفة فقال : أليس صحيحا أنه عليه السلام : قال المؤمنون عند
شروطهم ؟ وأهل الموصل قل شرطوا ألا يخرجوا على عاملي وقد حلت دماؤهم .
فقال رجل مفهم يدك مبسوطة ، وقو لك مقبول ، فهم في عفوك ، فأنت أهل العغو ، وان عاقبت فبما يستحقون .
فقال لأبي حنيفة : ما تقول أنت يا شيخ ؟ ألسنا في خلافة نبوة وبيت أمان ؟ فأجاب الإمام أنهم شرطوا لك ما لا يملكون ( وهوا استحلال دمائم ) ، وشرطت عليهم ما ليس لك ء لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معان ثلاث. فأمرهم المنصور بالقيام فتفرقوا فدعاه ، فقال يا شيخ : القول ما قلت، انصرف إلى بلادك ولا تفت الناس بما هو شين على إمامك فتنبسط أيدي الخوارج.