
العالم الجليل إبن الخطيب
محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب ، و يكنى أبا عبد الله، هو شاعر وكاتب وفقيه مالكي ومؤرخ وفيلسوف وطبيب وسياسي محنّك و عالم جليل من الأندلس ،(لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) ، درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط بني نصر، وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة.
وجّه إليه القاضي النباهي تهمة الإلحاد والزندقة, والطعن في الشريعة والوقوع في جناب الرسول , الكريم، بعد أن نعى عليه تدخّله في شؤون القضاء أيام ولايته القضاء، فأصدر فتوى بإحراق كتبه، فأحرقت في ساحة غرناطة، وصودرت أملاكه.
مات مقتولا في سجنه بفااس ودفن بالمقبرة الواقعة تجاه باب المحروق أحد ابواب فاس القديمة.
من أشهر أشعار إبن الخطيب رحمه الله ، رائعته الذي تغنت بها و مازالت الأجيال والذي يبتدئها بقوله:
جادك الغيـث إذا الغيـث همـى " " يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس
لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا " " في الكرى أو خلسـة المختلـس
ترك ابن الخطيب آثاراً متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة والطب، والبيزرة، والموسيقى، والنبات. ومن مؤلفاته المعروفة (الإحاطة في أخبار غرناطة)، (اللمحة البدرية في الدولة النصرية)، (أعمال الأعلام). أما كتبة العلمية فأهمها: (مقنعة السائل عن المرض الهائل)، وهو رسالة في الطاعون الجارف الذي نكبت به الأندلس سنة 749 هـ، ذكر فيها أعراض ظهوره وطرق الوقاية منه. (عمل من طب لمن أحب) وهو مصنف طبي أثنى عليه المقري في (النفح). (الوصول لحفظ الصحة في الفصول) وهي رسالة في الوقاية من الأمراض بحسب الفصول.